إستعادت اليابان ذاكرة
الفوز في بطولة كاس العالم FIFA بعد مرور ثماني سنوات كاملة على آخر إنتصار
حققته في البطولة التي إستضافتها في العام 2002، ذلك عندما إفتتحت مشوارها
في بطولة كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA على حساب منتخب الكاميرون
بهدف وحيد.
فقد كان ملعب مانجوانج في
بلومفونتين شاهدا على فوز اليابان الصعب والثمين بالهدف الذي سجله هوندا
نهاية الشوط الأول لتدافع اليابان بعد ذلك بقوة عن نقاط التفوق حتى
النهاية.
وبذلك يمضي المنتخب الآسيوي على
درب كوريا الجنوبية التي سجلت الفوز أيضا في الجولة الاولى، وليكون
الياباني يدا بيد مع المرشح الأبرز هولندا في صدارة المجموعة.
لم يظهر لاعبو الفريقين رغبة واضحة في التقدم
الهجومي الصريح ولذلك فقد طالت فترة جس النبض لأكثر من المعقول، حيث بدا
الصراع على الفوز بمنطقة خط الوسط لعل وعسى أن يترجم ذلك فيما بعد.
الصراع في تلك المنطقة المهمة أخذ الحيّز الأكبر
من تفكير اللاعبين، حيث تواجد عدد كبير في هذه المساحة، وحاول جون ماكون
وإينهو وماتيب بسط نفوذهم عليها، فيما كان ثلاثي الهجوم صامويل إيتو
وموتينج وبير ويبو يقومون بالعودة إلى الخلف هربا من الرقابة الدفاعية
اليابانية.
هذا الأمر انطبق تماما على
الجانب الآخر، إذ حرص يوكي آبي وهاسبي وهوندا على التمركز في منطقة
العمليات، وربما جاء التحرك الهجومي أفضل نوعا ما، حيث تعددت الكرات
العميقة داخل دفاعات الكاميرون، وكاد هوندا أن يستغل تمريرة خفية، لكن
الحارس سليمانو خرج بالوقت المناسب وضيّق عليه الموقف ليبعد الخطر (22).
بحث الفريقان عن طريقة للتهديد فحاولا إسقاط
الكرات العالية داخل المنطقة، وهو ما منح كلا الحارسين "سليمانو وكاواشيما"
الفرصة للسيطرة عليها قبل تدخل المهاجمين.
ومع
إنقضاء المزيد من الوقت كانت المؤشرات تدل على أن الهدف لن يأتي إلا بخطأ
دفاعي، وبعد طول إنتظار جاء التهديد الفعلي الأول للكاميرون من تسديدة
إيونج إنوه من خارج منطقة الجزاء ولكن الكرة ذهبت مباشرة نحو كاواشيما
(38).
دقت الفرصة ناقوس الخطر في أوصال
المنتخب الياباني، الذي اندفع مباشرة نحو الهجوم، ليقوم دايسوكي ماتسوي
بمرواغة طيبة ويعكس الكرة داخل منطقة الجزاء تجاوزت رؤوس المدافعين لتصل
سهلة إلى هوندا المتحفز، فلم يجد صعوبة في إيداعها الشباك معلنا الهدف
الأول (39)، ليقود فريقه للتقدم نهاية الحصة الأولى.
عاد لاعبو الكاميرون برغبة واضحة للتعديل مطلع
الثانية، فجاء النشاط الهجومي واضحا للغاية، حيث تحرك صامويل إيتو وتجاوز
بمهارة فائقة ثلاثة مدافعين عند الزاوية، ومرر إلى تشوبو لكن هذا الأخير
أطاح بالكرة دون تركيز فوق المرمى (50).
وظهر
ويبو على مسرح الحدث مسددا كرة لم تقلق راحة الحارس كاواشيما (53)، وعاد
ذات اللاعب تشوبو ليسدد كرة خطيرة مرت بجوار القائم الياباني (57).
عزز لوجوين هجوم فريقه "الكاميرون" بإشراك إيمانا
بدلا من ماتيب، ورد عليه مدرب اليابان أوكادا بتبديل هجومي أيضا مشركا
أوكازاكي بدلا من ماتسوي.
مع دخول الربع
الأخير من اللقاء تراجع المنتخب الياباني كخيار استراتيجي ناجح لدرء الخطر
عن المرمى، فباتت الكثافة الدفاعية عقبة صعبة أمام تطلعات الكاميرون
الهجومية، فتوقف التهديد بشكل كبير، بل على العكس من ذلك كادت المرتدات
اليابانية أن تقتل المباراة، عندما سدد ماكوتو هاسيبي كرة قوية أفلتت من
يدي الحارس سليمانو حميدو ليتابعها البديل شينجي أوكازاكي ويسددها لترتد من
القائم (83).
الرد الكاميروني جاء بنفس
الطريقة عندما أطلق ستيفان مبيا كرة صاروخية ضربت العارضة التي وقفت مع
صاحبها (85).
وفي الوقت البديل كادت كرة
ويبو أن تهز الشباك لكن الحارس وكاواشيما إستعان بكامل لياقته لينقذ الكرة
من على خط المرمى، لتأتي الصافرة الأخيرة معلنة عن الفوز الياباني.